يواجه اليمن تحديات هائلة نتيجة استمرار الصراع الدائر منذ سنوات على العديد من القطاعات الخدمية والتنموية في البلد؛ الأمر الذي يتطلب إعادة إعمار ما دمرته الحرب بتضافر الجهود المحلية والدولية كافة، وبذل المجتمع الدولي جهدًا هائلاً ومستدامًا؛ لضمان نجاح عملية إعادة الإعمار، وبناء مستقبل أفضل لليمن.

وفي إطار هذه الجهود، تعقد العديد من اللقاءات المثمرة من قبل الحكومة مع المنظمات الدولية التي تسهم بدور حيويٍّ في تحقيق عملية بناء السلام وإعادة الإعمار في اليمن، والتي تهدف إلى تنسيق الجهود المشتركة بين جميع الأطراف، وتحديد الأولويات في عملية إعادة الأعمار؛ إذ التقى سعادة الدكتور جلال فقيرة، سفير الجمهورية اليمنية لدى المملكة الأردنية الهاشمية، يوم الأربعاء 30 إبريل 2024م، بالسيدة بانا كالوتي، المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وممثلة مركز عمليات مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (UNOPS) في عمان؛ لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات إعادة إعمار البنية التحتية في اليمن، وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.

وخلال اللقاء، استعرض السفير فقيرة الأضرار الكبيرة التي لحقت بمشاريع البنية التحتية في اليمن جراء الحرب الذي شنتها جماعة الحوثي على مؤسسات الدولة، منذ أكثر من تسع سنوات في معظم محافظات الجمهورية، مؤكداً على الجهود الحثيثة التي يبذلها مجلس القيادة الرئاسي برئاسة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، والأعضاء، والحكومة اليمنية، لتحسين الواقع المعيشي للمواطنين، وتوفير الخدمات الأساسية لهم. معربًا تطلع اليمن لدور أكبر من قبل أجهزة الأمم المتحدة، خاصةً مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، في دعم خطط التنمية في البلاد وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.

من جانبها، أكدت السيدة كالوتي على التزام مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع بدعم اليمن في مختلف المجالات، مشيرةً إلى أن المكتب يعمل بالتنسيق مع الحكومة اليمنية لتنفيذ العديد من المشاريع الحيوية في مجالات الطاقة الشمسية، والمياه والصرف الصحي، والبنية التحتية، والطرقات، وتوفير الكهرباء للمستشفيات والمدارس. وثمنت السيدة كالوتي التسهيلات التي تقدمها الحكومة اليمنية، وكذا سفارة اليمن في الأردن، لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، معربةً عن استعداد المكتب لمواصلة التعاون مع اليمن لدعم جهوده في إعادة الإعمار والتنمية.

هذا ويعدُّ اللقاء خطوة مهمّة في تعزيز التعاون بين اليمن والأمم المتحدة، خاصةً في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن جراء الحرب التي أنهكت كاهل المواطن اليمني، وتُظهر الجهود المشتركة بين الجانبين حرصهم على إعادة إعمار ما دمرته الحرب، وتحسين حياة المواطنين اليمنيين. كما تشير تصريحات السفير فقيرة إلى عزم الحكومة اليمنية على المضي قُدمًا في خطط التنمية وإعادة الإعمار، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها، وتُؤكد تصريحات السيدة كالوتي على التزام الأمم المتحدة بدعم اليمن في هذه المرحلة الصعبة.

ومن المتوقع أن يُسهم تعزيز التعاون بين اليمن والأمم المتحدة في تحقيق التنمية المستدامة في البلاد، وتحسين أوضاع المواطنين اليمنيين على المدى الطويل.

By Admin