خاص

يُمثل تأكيد الرئيس العليمي على التزام مجلس القيادة الرئاسي بخيار السلام موقفًا ثابتًا لا يتزعزع، ويعكس حرص المجلس على إنهاء معاناة الشعب اليمني، وتحقيق تطلعاته في العيش بسلام وأمن واستقرار.

جاء ذلك خلال استقبال الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس المجلس الرئاسي، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن السيد هانس غروندبرغ، يوم الثلاثاء 23 أبريل 2024م؛ إذ أكّد على التزام المجلس الراسخ بخيار السلام كحل وحيد للأزمة اليمنية.

وخلال اللقاء، استمع الرئيس العليمي من المبعوث الأممي إلى شرح مفصل حول نتائج اتصالاته الأخيرة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، التي تركزت على بحث السبل الكفيلة بإحياء مسار العملية السياسية في اليمن.

هذا وتؤكد الأولويات التي ناقشها الجانبان على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة من قبل جماعة الحوثي لبناء الثقة وإثبات جديتها في مساعي السلام، بما في ذلك وقف هجماتها في مختلف الجبهات، والالتزام بالمرجعيات الدولية.

كما يمثل دعم مجلس القيادة الرئاسي لجهود المملكة العربية السعودية والمبعوث الأممي رسالة قوية تؤكد على وحدة الصف اليمني في مساعيه لتحقيق السلام، وتخفيف معاناة الشعب اليمني الذي يعاني من ويلات الحرب والحصار الذي دام أكثر من تسع سنوات؛ إذ شدد العليمي على ضرورة تعاطي الحكومة اليمنية بشكل إيجابي مع الجهود المبذولة كافة لإحلال السلام، وذلك انطلاقًا من إيمانها الراسخ بأهمية الحلّ السياسي السلمي المبني على المرجعيات الوطنية والإقليمية والدولية، وخصوصًا القرار 2216، الذي يُمثل خارطة طريق مثالية لتحقيق تطلعات جميع اليمنيين.

وتشير إحاطة المبعوث الأممي إلى جهوده الدؤوبة في سبيل إحياء مسار العملية السياسية، وحرص الأمم المتحدة على لعب دور فاعل في حل الأزمة اليمنية؛ إذ استقبل وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور شائع الزنداني، في ذات اليوم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، في لقاء تناول تطورات الأوضاع على الساحتين اليمنية والإقليمية، والجهود المبذولة لإحياء العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة.

واستنكر وزير الخارجية الخطوات التصعيدية للحوثيين مؤخرًا، عسكريًّا واقتصاديًّا، معتبرًا أنّها تقوّض مسار العملية السياسية وفرص السلام، كما دعا إلى إعادة النظر في التعاطي الدولي مع ممارسات الحوثيين، مشيرًا إلى ضرورة وقف انتهاكاتهم، ودفعهم للانخراط بجدية في مسار سياسي.

تأتي زيارة غروندبرغ في ظل انسداد أفق الحلول السياسية، وازدياد حدة الصراع على الأرض؛ إذ يمثل تأكيده على التزام الأمم المتحدة إحياء مسار تحقيق السلام – بارقة أمل لإنقاذ العملية السياسية في اليمن، وتسهم زيارته في اليمن في إعادة تحريك العملية السياسية، إن أبدى الحوثيون جدية في التجاوب مع مساعي الأمم المتحدة.

من المرجح أن تظل الأوضاع مرهونة بمدى التزام الأطراف اليمنية، بوقف التصعيد والانخراط البنّاء في مسار السلام؛ إذ تبقى الأزمة الإنسانية في اليمن على رأس الأولويات، وتتطلب جهودًا دولية مكثفة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني.

في سياق متصل، أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، على ضرورة مشاركة دول الخليج كعنصر أساسي لتحقيق السلام في اليمن، وإيجاد حل دبلوماسي للحرب الأهلية المستمرة في اليمن منذ وقت طويلة، التي وضعت الحكومة المعترف بها دوليًّا في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.

جاء ذلك في مقابلة له مع صحيفة (ذا ناشيونال)؛ إذ قال: “إن دول الخليج تلعب دورًا محوريًا في دعم جهود السلام في اليمن، وإنّ مشاركتها ضرورية لتحقيق أي تقدم في الحل الدبلوماسي”. مؤكدًا التزام الولايات المتحدة بتسهيل عملية السلام ودعمها، داعيًا إلى التعاون الإقليمي لذلك، وإنّ الولايات المتحدة تبذل كل ما في وسعها في تحقيق ذلك.

كما أوضح ليندركينغ أنّ تصرفات الحوثيين، بما في ذلك هجماتهم على الشحن الدولي في البحر الأحمر، تشكل عقبات كبيرة أمام عملية السلام، واصفًا هجمات الحوثيين بأنّها “سلوك محفوف بالمخاطر وعشوائي ومتهور”، وأنّ عملية السلام معرضة لخطر التحول إلى “أضرار جانبية” وسط صراع إقليمي أوسع نطاقًا.

وتظهر تصريحات ليندركينغ قلق الولايات المتحدة من استمرار الصراع في اليمن، وتأثيره على الاستقرار الإقليمي، كما تشير دعوته لمشاركة دول الخليج إلى إدراك الولايات المتحدة لأهمية دورهم في حل الأزمة اليمنية؛ إذ يُسلط الضوء على دور الحوثيين كعقبة رئيسية أمام السلام، داعيًا إلى وقف هجماتهم على الشحن الدولي. ويُعدُّ تحقيق السلام في اليمن مرهونًا بمشاركة دول الخليج، بالإضافة إلى حل دبلوماسي شامل للصراع برعاية دولية؛ إذ تظهر الولايات المتحدة التزامها بدعم الجهود الدبلوماسية، وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

By Admin