أكد وزير الخارجية شائع محسن الزنداني، في مقابلة خاصة مع قناة سكاي نيوز عربية، الحرص على الوصول لحل سياسي، لكنه قال إنّ الخيار العسكري للتعامل مع الحوثيين مطروح، إذا استمرت جماعة الحوثي في تعنتها تجاه فرص التوصل إلى حل سياسي.
وأضاف الوزير الزنداني بأنّ هناك اتفاقًا بين الحكومة اليمنية الشرعية والحوثيين على عقد سلسلة من اللقاءات بهدف التعاون في ملف الأسرى، وسبل الإفراج عنهم في العاصمة الأردنية، إلا أنّ الميليشيات تعتذر عن الحضور كلما اقترب موعد الاجتماع.
وقال إنّ التحرك الأميركي فيما يتعلق بالملف اليمني ليس أمرًا مستجدًا، بل هو استمرارية للجهود السابقة المتضافرة مع الجهود الأممية الأخرى بهدف إيجاد حل لعملية السلام في اليمن، ومن الضروري المراجعة وتقييم الأدوار والعوامل التي أسهمت في الأزمة في اليمن عند النظر في أي عملية سلام.
وإنّ ما حدث في اليمن هو انقلاب جماعة على السلطة الشرعية للدولة بدافع إيديولوجي معين يقوم على إقصاء القوى اليمنية الأخرى كافة، وتستند إلى فكرة منح أنفسهم الحق الإلهي في الحكم، بالإضافة إلى تلقي الدعم من أطراف خارجية.
تحرص الحكومة الشرعية، ممثلة بمجلس القيادة ورئيس المجلس الدكتور رشاد العليمي، على تعزيز السلام بما يخدم مصلحة الشعب اليمني، الذي يتحمل تبعات حرب غير مبررة فرضت عليه وعلى حكومته.
وأكد أنّ جماعة الحوثيين لا تمتلك الإرادة السياسية والنية الصادقة لنبذ العنف وإيقاف الحرب، والانخراط في عملية السلام التي تجمع على تحقيق مصالح الشعب اليمني.
وبخصوص مناقشة شكل الدولة، أشار أنه يعدُّ أمرًا مبكرًا في الوقت الحالي، نظرًا لعدم تسليم المبعوث الأميركي للحكومة اليمنية المسودة الخاصة بهم.
خارطة الطريق
أكد الزنداني وجود جهود كبيرة بُذلت للوصول إلى مشروع خارطة الطريق، بفضل المساعي المتواصلة التي قامت بها المملكة العربية السعودية إلى جانب سلطنة عمان، موضحًا أنه أُوقف تنفيذ خطة خارطة الطريق، وعُلّقت جميع الأنشطة المتعلقة بتوقيعها أو تنفيذها؛ بسبب تصاعد الأحداث في البحر الأحمر.
مؤكدًا أنّ السعي نحو تحقيق السلام يمثل مطلبًا جوهريًّا للسلطة الشرعية والحكومة المعترف بها دوليًّا، التي ستعمل بجدٍّ وبالتعاون مع المجتمع الدولي للوصول إلى حل شامل للأزمة اليمنية.
هذا وعرّج وزير الخارجية الزنداني، في مقابلته على الحديث عن قدرات الحوثيين قائلًا: “إنّ تضخيم قوة الحوثي يعدُّ مسألةً مبالغًا فيها”.
كما أكّدَ أنّ الشرعية تحرص على العمل من أجل استعادة سلطة الدولة في المناطق التي سيطر عليها الحوثيون. ولن يُقبل أي طرف من أطراف الشرعية الذي يعترف بواقع الحوثيين أو يتساهل معهم، أو يسمح لهم بمواصلة جهودهم المتعلقة بالانقلاب، وقد تكون هناك تفاوتات وخلافات، ولكن يظل هناك توافق مشترك على الهدف الواحد من قبل مجلس القيادة.
فيما أشار إلى أنّ القضية الفلسطينية تظل ثابتة وغير قابلة للتفاوض في جميع الأحوال، خاصة عند الحديث عن الشعب اليمني الذي يقف بالفطرة مع القضية الفلسطينية، ويعدُّها دائمًا قضيته المركزية.
اليمنيون تضرّروا من هجمات الحوثي في البحر الأحمر
وأوضح أنّ المواطنين اليمنيين تأثروا بشكل مباشر بهذه التصرفات التي قام بها الحوثيون في البحر الأحمر. علاوة على ذلك، أثّر هذا الوضع أيضًا على العديد من الدول الحليفة، ولا سيّما مصر؛ إذ أُعيقت نحو 50% من السفن التي تعبر قناة السويس.
وأكد أن لا وجود لحكومة شرعية أو غير شرعية. بل هناك حكومة واحدة في اليمن، وهي الحكومة المعترف بها من قبل المجتمع الدولي.
تقر الحكومة اليمنية بأهمية الشرعية الدولية، وتلتزم بقرارات مجلس الأمن الدولي، وعلى رأسها القرار 2216 الصادر تحت الفصل السابع. يستند هذا القرار إلى أنّ هناك تهديدًا للسلم والأمن الدوليين.
اليمن وإيران
وأوضح الوزير أنّ السياسة الإيرانية تعكس سياسات النظام الحاكم في إيران، وليست مرهونة بشخصيات بعينها. ومِن ثَم، فإنّ وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لن تؤثر على الإستراتيجية الثابتة التي تتبناها إيران والتي تركز بصورة أساسية على التوسع الإقليمي.
وإنّ فتح قنوات التواصل مع الجانب الإيراني لمعالجة الأزمة يُعدُّ أمرًا طبيعيًّا في المستقبل، لا سيَّما في ظل السياسات والدبلوماسيات المعتمدة.
لا يمكن القول بأنّ المجتمع الدولي يتجاهل وضع اليمن؛ إذ تتلقى البلاد مساعدات إنسانية من المنظمات الدولية. ومع ذلك، فإنّ هذه المساعدات الإنسانية لا ترقى إلى مستوى حجم المأساة التي يعيشها الشعب اليمني في الواقع.
وأن جماعة الحوثي تعمل خارج إطار الشرعية، وتمارس أفعالًا تهدف إلى الانفصال والانقسام. وبالتالي، يُعدُّ المجلس الانتقالي الجنوبي جزءًا لا يتجزأ من السلطة الشرعية.